لم يكن في غالب عامة المتابعين للحدث التونسي ومجريات الحراك والتظاهرات ان تؤدي الى سقوط النظام البوليسي لبن علي ،بل حتى التونسيين انفسهم لم يتوقعوا ان يصل الامر بهم الى هروب بن علي فارا من بلده محملا باموال الشعب
لكن هذا الذي حدث لنقف عنده ونقول ما تداعياته على العالم العربي والاسلامي بل على التوازنات والاحلاف التي تعقدها كل من امريكا والدول الغربية الاخرى وهل يوثر ذلك في حماية اسرائيل وحماية المصالح الغربية في الدول العربية وهل نظرة الغرب ستبقى كما هي بالنسبة لدعمها للانظمة الديكتاتورية رغم كونها تتشدق كثير بنشر الديمقراطية ؟
اقول ان احداث التي ادت الى سقوط نظام بن علي هو ليس سقوط لهذا النظام البوليسي لوحده وانما هو سقوط لكل الانظمة التي كانت تدعمه ويؤشر على قرب زوال الانظمة التي تشبه النظام البوليس العنصري التونسي
ومن اكبر ادلة الصدمة على هذا الانهيار الكبير لهدا النظام القمعي وجدنها في حليفته فرنسا التي كانت تراهن كيرا على هذا النظام بلو وتسوق له على انه الامثل في محاربة التطرف والاصولية وسيكون نموذج لكل الانظمة العربية
لكن شاءت ارادت الله ان تكون غير ذلك ، يسقط النظام بشكل سريع ويتهاوى ويفر المجرم من بلده ويبقى دون مأوى لا صديق يستانس به الكل لفظه وكان موقف فرنسا من عدم استقباله الاغرب مع انها كانت تراهن على بقائه واسقاط هذه الهجمة الجماهرية بقبضة من حديد وبدعم منها لكنها فوجئت فرنسا كما فوجئ غيرها بهذا التاوي السريع ،نعم الان تريد فرنسا ان تصحح خطأها وهي مازالت في دهشة واستغراب من سقوط حليفها
احدث سقوط بن علي هزة قوية جدا في اوساط الحكام الديكتاتوريين واستفاقة قوية جدا لدي الشعوب المضطهدة
وسيناريو تكريرها اصبح واردا جدا بل كما كان الحكام من قبل يخوفون شعوبهم بالعراق او افغانستان اصبح الان للشعوب مثلا امامهم التونسة يخوفون به حكامهم
لكن الذي لابد ان نشير اليه هل سيسمح العرب بتكرار ما حدث في تونس في دول عربية اخرى ؟هنا الفارق
لو يتكرر السيناريو في كل من مصر والاردن سيكون امن اسرئيل في خطر كبير جدا ولا يستبعد ان يعجل بزوالها
ليس هي فحسب بل ستلحقها امريكا ولو على مراحل حيث يتوقع الخبراء ان تتآكل امريكا من الداخل بسبب تغير اوضاع الخارج وسيكون انهيار امريكا كما يرى المختصون اقتصاديا صرفا ما ينتج عنه تفكك سريع الى دويلات وينهار النظام الفيدرالي لتتعدد الاقطاب والتحالفات في العالم ويظهر اكثر من قطب ويتحرر العالم العربي والاسلامي من الهيمنة الغربية ليستقل بذاته ويظهر كقوى منافسة وهذا ما يخشاه الغرب
لهذا لابد من اجهاتض الثورة التونسية ولا تحقق اهدافها بل سيرسم لها الفشل ويغرسوا في عقول الشباب العربي الذي يفكر في الثورة والتغير ان لا جدوى منها وهاهي تونس رغم التضحيات تم السطو على الثورة بل لربما يعمدون الى ان يجعلوهم يندمون على العهد السابق لما لقوه من نتاج ثورتهم التي انقلبت عليهم باسوء مما كانوا فيه هذا هو ما سيكون عليه تفكير الغرب حتى لا يفكر الشباب العربي في الانتفاضة على الاوضاع وازاحت الانظمة الديكتاتورية
الأربعاء، 19 يناير 2011
تداعيات سقوط نظام بن على في تونس
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق